[/color]
الأسماء الواردة في صلب هذا الملف مستعارة والوقائع معدل فيها ولكن دون المساس بجوهر الحقيقة وأي تطابق في الشخصيات او الوقائع يكون مصادفة محضة لان معظم أبطال هذه القصة وأقربائهم وأصدقائهم لا يزالون أحياء بيننا ويعرفوهم الكثيرون فاقتضى التنويه
.. هائل
مدعي السلطة
القلة من الناس تعرف أن شوقي لم يعد له علاقة وظيفية بالجهة التي كان يعمل معها وانحصرت مهمته فقط في التردد على المقاهي يسمع ما يتناقله الناس من شائعات وأخبار أما الكثرة من الناس فقد كانت تعتقد انه لا يزال في موقع النفوذ واليد الطويلة ، واستطاع شوقي أن يوظف هذا الاعتقاد لدى الناس في كثير من الصفقات التي يغلب عليها طابع السمسرة ومما كان يعزز هذه القناعة انه لا يزال يركب سيارة من النوع المرسيدس بعدما أصبحت المرسيدس وجاهة أكثر منها ضرورة للتنقل كان شوقي يصطحب دوما احد أقاربه الشباب العاطلين عن العمل ،جلس إلى جانبه في السيارة أن يبدو على انه عنصر مرافقة يفتح الباب ويغلقه يناديه أمام الناس سيدي احترامي إلى أخره ..
شوقي و دلال .. وافق شن طبق
من خلال هذه الصورة التي كان يطلع فيها شوقي على الناس تعرف على المدعوة دلال وهي لبنانية الأصل تقول بأنها تحررت أخيرا من عبودية الرقيق الأبيض بعد أن عادت من الخليج تتمتع بجمال أخاذ دونه ممثلات السينما وذكاء قلما يتوفر لأية امرأة وعلى صغر سنها تعلمت فن التعامل مع الرجل كان شوقي يعيش وحيدا في دمشق بحاجة إلى امرأة مثل دلال تمتلك منزلا مريحا أنيقا وفي حي راق يجد فيه دفئ العاطفة ودفء الفراش.
ودلال في المقابل كانت بحاجة إلى رجل مثل شوقي بالمواصفات والقدرات التي تعتقدها متوفرة لديه فهي أيضا بحاجة إلى سند قوي يدعمها في علاقتها العامة ويساعدها في حل الكثير من مشاكلها العالقة فتوطدت الصلة بين الاثنين واستطاعت دلال الصبية الجميلة المغناج أن تهيمن على كل عواطف شوقي.
فكانت فنانة مبدعة في السيطرة على شخصيته حتى حولته إلى رجل مهووس بها وأنسته زوجته وأولاده القابعين في بلدته وتحول بقدرة قادر إلى تابع لها تحركه بإشارة من أصبعها وبالتالي أصبح شوقي رجلا مجنونا بحب دلال وكل ما يتعلق بدلال وأهل دلال وأصدقاء دلال.
بدأ شوقي يفكر في مستقبل هذه العلاقة ويفكر بضمانة استمرارها وتوصل إلى أن يفاتحها بطلب الزواج ظنا منه أن عقد الزواج أفضل ضمانة تربطها به وبه يستطيع أن يخفف من غلواء قلقه على مستقبل علاقته بها تلقت دلال عرض الزواج كأمر عادي وكان جوابها بالموافقة شرط أن يكتب لها معجلا قدره مليون ليرة ومؤجلا مثله فهي أيضا تبحث عن رجل يوفر لها الطمأنينة والاستقرار والراحة النفسية وزوج يحميها.
وافق شوقي على ما أرادت قناعة منه بالمثل الشعبي الدارج ليس أتفه من الحبر ألا الورق فما دام المهر حبرا على الورق فلم لا ؟؟!
انفرط عقد العاشقين
وبدل أن يهدئ عقد الزواج من خواطره ويزيده ثقة بها واقترابا منها جاء العقد كمن يصب الزيت على النار فأن كان يتساهل في بعض تصرفاتها فيما مضى فأنها الآن زوجة شرعية في ذمته وعقد نكاحه وما كان يجوز في البارحة لا يجوز اليوم ابدأ وكلما أراد أن يفاتحها ويناقشها في صحة وسلامة تصرفاتها كانت تمعن بالرفض وابسط كلمة تجدها في الرد أنا حرة والبيت بيتي وان لم يعجبك الحل احمل أمتعتك وانصرف وإمعانا في استفزازه تردد على مسامعه أمثالك كثر يقفون بالدور.
وهكذا أصبحت علاقة شوقي بها شائكة ومعقدة ومضطربة ومتوترة إلى أن جاء ذلك اليوم الذي أقامت فيه دلال حفلة ساهرة بمناسبة عيد ميلادها وصدف في تلك الليلة الساهرة أن لحظ شوقي ضيفا ينتحي بدلال جانبا ويغرق معها في حديث هامس لذيذ أثار حفيظته.
ناداها شوقي ولكنها لم تلتفت إليه عندها تقدم منها وحاول أن يمسكها من يدها فانتزعت يدها من قبضته وطلبت منه بصوت مسموع أن يدعها وشانها عندها أشهر مسدسه بوجهها وهددها أن لم تنتقل من مكانها سيطلق عليها النار فكان جوابها حاسما نهضت من مكانها وأنالت بكفها على وجهه تصفعه أول كف وثاني كف ثم بصقت في وجهه وغادرت الصالون وسط شماتة الحاضرين.
كان هذا المشهد كافيا لان يتخذ شوقي قرارا خطيرا في سره ومعجل التنفيذ أن يقتلها ولكن كيف ؟؟
لو كان قادرا على قتلها لفعل في تلك الليلة وفي تلك اللحظة التي كان يسمك المسدس في مواجهتها حين صفعته وبصقت فيوجهه وهدرت كرامته ولكن سيقتلها بطريقته الخاصة.
ابتزاز وانتقام
تذكر شوقي حين كانت تربطه علاقة الوظيفية بالجهة التي كان يعمل معها أن بعض المطلوبين للعدالة والمعلنة أسماؤهم في النشرة الشرطية كان يستر عليهم وعلى تواريهم عن الأنظار لقاء مبالغ يقبضها منهم لا سيما المتواري منهم في المحافظات البعيدة فتذكر واحدا منهم محكوما بجانية تهريب المخدرات والشروع التام بالقتل المؤبد .
فأخرج دفتره الخاص الذي يدون فيه الأسماء والعناوين وبحث عن عنوانه وبدأ يستعيد في ذاكرته تفصيل أخر لقاء معه وتذكر كل الحوادث ثم تنهد وأطلق زفرة ارتياح إذن عليه أن يسافر إلى حلب
عندما طرق باب الدار التي يقيم فيها المطلوب للعدالة وجيه ظن هذا أن شوقي جاء يقبض المعلوم بالوتيرة ذاتها ولكن المفاجأة حين وضع معصميه على القيد الذي ما زالا يحتفظ به أيام الوظيفة ثم اركبه سيارته وانطلق به عائدا إلى دمشق كالريح ينهب الأرض نهبا.
في الطريق تمت بين الفريقين صفقة في غاية الخطورة أن يقوم وجيه المحكوم مؤبدا والمتواري عن الأنظار بقتل لقاء أن يقوم شوقي بتزويده بجواز سفر يتمكن من مغادرة البلاد واخرج شوقي من جيبه جواز سفر ولوح به أمام ناظري وجيه واراه أيضا تأشيرة الخروج امسك وجيه بجواز السفر واخذ يتأمله الصورة صورته ولكن الاسم لشخص أخر يدعى كمال وجد وجيه انه صفقة متوازنة فالخلاص من السجن المؤبد و الانعتاق إلى عالم الحرية في ارض الله الواسعة يستحق المغامرة
فالتفت إليه وسأله "وكيف استخرجت جواز السفر وبهذا الاسم"
أجابه وكأنه ينتظر مثل هذا السؤال "هل نسيت أين اعمل"
ثم عاد عليه بسؤال آخر "والصورة الملصقة على الجواز "
ضحك شوقي وقال "استدركتها من الأرشيف أنا اخرج الجن الأزرق من تحت الأرض"..
تصافح الاثنان توثيقا للاتفاق وكانت السيارة وصلت على مشارف دمشق الخلاص من دلال لا يحقق التشفي والانتقام منها فقط وإنما الخلاص من حقوقها الزوجية أيضا مليونا ليرة سورية
إضافة إلى أن شوقي سيكون الوريث الوحيد والدار وحدها تساوي أكثر من عشرة ملايين من الليرات إضافة إلى أموال منقولة وعقارات أخرى والمثل يقول "اجيت والله جابها "
في الحانة
كانت الخطة أن يذهب وجيه إلى دار شوقي الساعة الحادية عشرة تماما يطرق الباب ويسأل عن شوقي ويزعم انه سيعطيه الإتاوة المعلومة ويطلب أن تأذن له دلال الدخول ليسلمها المبلغ لئلا يراه احد في الداخل يرتكب جريمته بإطلاق النار عليها من مسدس مزود بكاتم صوت سبق أن استلمه من شوقي لهذه الغاية ويغادر المنزل كما دخل واللقاء في حانة يمضي شوقي سهرته فيها مع بعض الأصدقاء وقت وقوع الجريمة .. ويعود وجيه بعدها ويستلم جواز السفر الموعود به ويفترق الاثنان و"يا دار ما دخلك شر"
في الحانة كان يجلس شوقي مع عدد من الرواد الدائمين المعروفين من قبل صاحب الحانة يضحك ويهرج ويتكلم بصوت عال وكلما فرغ الكأس ملأه مرة ثانية وبصحتكم يا شباب
ويسترق النظر بين الين والأخر قلقا إلى ساعته التي في معصمه ثم يسال كم أصبحت الساعة الآن يا جماعة يجيبه الحاضرون بلا مبالاة تجاوزت الحادية عشرة بقليل ولماذا تسال ؟؟
السهرة لا تزال في أولها يا شوقي بك وبدأ شوقي يتساءل في سره إذا الآن وجيه في الطريق عودته إلى الحانة الحادية عشرة والربع والثلث والنصف وبدأت تتجه عقارب الساعة إلى منتصف الليل وعيون شوقي تتجه إلى باب الحانة وجيه لم يعد ؟
وبدأ شوقي يسأل عن الساعة ثانية وثالثة ما الذي جرى في دار دلال هل قتلها أم لا لماذا لم يعد ؟
شوقي يعرف دلال جيدا امرأة مثيرة الغنج شهية تتمتع بجاذبية لا مثيل لها تغري أعين الرجال فأن لم يقتلها وجيه في دقائق الأولى فانه لن يقتلها أبدا وهنا بدأ يسال نفسه إذا وجيه لم يقتل دلال فماذا يفعل إذا ثم أين هو الآن ؟
وبلحظة حاسمة نهض من بين جلسائه واتجه إلى طاولة صاحب الحانة واستأذنه بالهاتف واتصل بالبيت ..
قلق مدمر
رن الهاتف في منزل دلال وكانت دلال هي نفسها المتحدث المجيب وبصوت هادئ تقول الو أعاد سماعة الهاتف فورا إلى مكانها دون أن ينبس بكلمة وراح يغرق في بحر الهواجس والظنون المحمومة ويتساءل ما الذي جرى ؟
بدأ يستعيد ويستعرض في ذهنه أحاديثه مع وجيه جواز السفر المدبر والصورة المستدركة من الأرشيف وكم كلفه ذلك هنا وهناك من نفقات لقد استعرض كل الحسابات والاحتمالات ولكن لم يخطر بباله هذا الموقف المستجد وها هي دلال الآن في الدار تجيب على الهاتف فأين وجيه ؟ .. هل هو في داره أم غادرها ؟
استأذن شوقي أصدقاءه بالانصراف وخرج من باب الحانة ذهول حاد ووجد السماء ملبدة بالغيوم تنبئ عن مطر شديد وبدأ يمشي في الشارع الهوينا وبخطوات متثاقلة هائما على وجهه ولكن إلى أين لا يدري لم يكن يدري كان الفصل شتاء والمطر بدأ ينهمر بغزارة وحفر الشوارع وامتلأت بمياه الأمطار
جثة بقرب دار دلال
على بعد عشرات الأمتار من دار دلال وجد المارة جثة رجل مجهول مرمية على ارض الشارع في محاذاة الرصيف ملقاة على وجهها تجمهر البعض من الفضوليين إلى أن وصلت سيارة الشرطة فأبقوا الجثة في مكانها ريثما يصل رئيس النيابة المناوب والطبيب الشرعي وبقية طاقم التحقيق
فتش رئيس النيابة ثياب الجثة دون أن يحركها من مكانها فعثر على محفظة صاحبها وفيها الهوية الشخصية وتأكد أن الجثة تعود إلى شخص يدعى شوقي ومصابة بطلق ناري في عظم الرأس القفوي ؟؟!
في جديدة يابوس على الحدود السورية اللبنانية كان وجيه يقف أمام موظف الأمن يريد ختم جواز سفره ملهفا للمغادرة بأسرع ما يمكن امسك الموظف جواز السفر واخذ يقلب صفحاته واحدة واحدة وبهدوء يثير الأعصاب ، ودم وجيه يغلي ويفور وأعاد موظف الأمن التقليب ثانية وكأنه يبحث عن أمر ما ثم توجه بالسؤال "منذ متى استخرجت هذا الجواز يا كمال ؟"
تلعثم قليلا ثم أجاب "منذ مدة ...لماذا ؟؟"
قال الموظف "كم هي هذه المدة اجب على سؤالي وكفى "
لم يطل الحوار كثيرا بين وجيه وموظف الأمن فقد اتضح أن الجواز الذي يحمله وجيه كان مزورا ، وامام المساعد جميل وطريقته الخاصة في الإقناع اعترف وجيه :
لم أجد سببا لأن اقتل دلال بل على العكس كانت ودودة وطيبة مسكينة مغلوبة على أمرها مع هذا الوغد ، يقصد شوقي ، كانت ملكة جمال حقيقية فدعتني أن اقضي معها وقتا لذيذا لم اعرفه في حياتي من قبل وأسررت لها بما أنا مكلف به وابحث لها عن هدفي وعن غرضي من زيارتي فأكبرت في شجاعتي وصراحتي وضمتني إلى صدرها بعطف وحنان لم اعرفه حتى من زوجتي.
ثم جلسنا نتسامر ونستعرض كل الاحتمالات والتوقعات وقادنا تفكيرنا إلى أن نتخلص من شوقي الذي كان يبتزني طيلة هذه السنوات دون شفقة أو رحمة كنت اقطع من لقمتي لأعطيه المعلوم وحدثتني عن أنها اكتشفت بأنه كذاب كبير ونصاب من طراز رفيع ولا علاقة وظيفية له مع أيه جهة انه مدعي مزور أفاك هو و أمثاله بين الناس يجب أن يموت.
وفعلا قررت أن أتخلص منه اقتله بالمسدس الذي سلمني إياه فكمنت له في رأس الشارع وأنا اعلم انه سيعود بعد قليل وانتزع من جيبه جواز السفر الموعود به واستلق أول سيارة عابرة وغادر البلد فورا إلى غير عودة فأرض الله واسعة.
واتفقت مع دلال التي زودتني برزمة كبيرة من النقود أن نلتقي في احد فنادق بيروت على أن تلحق بي بعد أيام ..
ولكن .. بعد أيام كان وجيه ودلال يقومان معا بإعادة تمثيل الجريمة أمام رئيس نيابة ورجال المباحث وعدسات المصورين ؟!![/font]
الثلاثاء أكتوبر 23, 2012 10:05 pm من طرف lma albna
» لماذا نحنّوا للماضي رغم حلاوة الحاضر؟
الخميس سبتمبر 27, 2012 4:41 pm من طرف lma albna
» همس الصور
الخميس سبتمبر 27, 2012 4:32 pm من طرف lma albna
» مثير للشفقه
الخميس سبتمبر 27, 2012 4:23 pm من طرف lma albna
» حب من اول لايك
الخميس سبتمبر 27, 2012 4:17 pm من طرف lma albna
» دنيا آخر وقت
السبت يونيو 09, 2012 7:36 pm من طرف بلسم الفؤاد
» صلوا على رسول الله عليه افضل الصلاه واتم التسليم
الإثنين يونيو 04, 2012 1:09 pm من طرف Mohammed
» اين انتي يا انا
الإثنين مايو 21, 2012 11:16 pm من طرف ola hamdan
» هلا ومرحب بـ lma albna
الجمعة مايو 18, 2012 1:38 am من طرف بلسم الفؤاد
» طريقة حذف الكوكيز
الجمعة مايو 18, 2012 1:33 am من طرف بلسم الفؤاد