كان هيثم يملك مكتبا عقاريا لتعاطي الوساطة العقارية من( بيع وشراء وإيجار) كما هو معلن على اللوحة الخارجية وكان إلى ذلك يمارس نشاطات اخرى غير مشروعة بالخفاء لا يعلمها إلا شريكه جوزيف من هذه النشاطات المتاجرة بالعملات الأجنبية إضافة إلى تأجير الشقق بصورة سرية ولمدة وجيزة ساعة أو ساعتين لا أكثر للباحثين عن اللقاءات الحرام
كان يعمل في المكتب المستخدم شاكر وهو شقيق زوجة هيثم في إعداد القهوة والشاي وتنظيف المكتب والرد على الاتصالات الهاتفية أثناء غياب صاحبيه لكنه كان مكلفا من شقيقته أن يراقب سلوك صهره هيثم وان يوافيها بتقارير شفهية عبر الهاتف عن أسماء كل المترددين على المكتب والسبب في ذلك اشتباها بسلوكه وأخلاقه
لم يكن شاكر في مستوى المهمة فهو على الرغم من ضخامة جثته لم يتجاوز السادسة عشر من عمره فضلا على انه يعاني تخلفا عقليا اقرب إلى الأبله فأسنانه بارزة دائما ويضحك باستمرار وأحاديثه كلها تدور حول النساء ومفاتن النساء والكثير من زوار المكتب يجدون في أحاديثه ما يسليهم ويوفر لهم جوا من التندر الساخر وإذا منحه احدهم( إكرامية ) قبلها ذاكرا انه سيدخرها من اجل العروس
السيدة الشقراء
ذات يوم وقفت أمام المكتب سيارة حديثة تحمل لوحة صفراء يقودها رجل تدل سماته على انه أجنبي وتجلس إلى جانبه سيدة حسناء هيفاء القد شعرها أشقر مسرح إلى الخلف ومعقود بشريطه ناعمة حمراء على شكل ذيل حصان بدت هذه الحسناء كنجمة سينمائية وهرع هيثم وجوزيف إلى خارج المكتب ليستطلعا الموضوع وكون جوزيف يلم قليلا باللغتين الفرنسية والانكليزية فقد بادر إلى استيضاح ما يريدانه ليتبين له أنهما يبحثان عن شقة حديثة للإيجار وان هذا الأجنبي يعمل مهندسا في شركة متعاقدة محليا وهذه السيدة الفاتنة هي زوجته
في المكتب اخبرهما هيثم أن ما يبحثان عنه متوفر فلديه شقة جميلة بمواصفات حديثة سوبر دلوكس مزودة بوسائل الراحة كافة( تكييف مركزي شوفاج وصعد ...الخ) الأمر الذي أبهج الأجنبي وطلب أن يرى الشقة فتذرع هيثم أن مفتاح الشقة ليس في حوزته حاليا ولا بد من أن يرسل (صبي المكتب) لإحضاره و نادى على شاكر وكلفه أن يذهب فورا إلى فلان و يأتي بالمفتاح بأسرع ما يمكن لكن الأمر استغرق أكثر من ساعة وبدأ الرجل ينظر إلى ساعته بتأفف شديد فقد بدا واضحا انه تأخر عن عمله والوقت ثمين وبعد مشاورة مع زوجته الحسناء استقر الرأي أن يذهب إلى عمله وان تبقى هي بانتظار تأمين المفتاح فان أعجبتها الشقة اتصلت به هاتفيا ليوافيها بعد استئذانه أرباب عمله ويوقع عقد الإيجار
وبعد مغادرته وصل شاكر إلى المكتب ومعه المفتاح وبدت على السيدة علامات الاستعجال لترى الشقة بعد عناء الانتظار وبما أن جوزيف هو الذي يعرف القليل من اللغة الأجنبية كان من الطبيعي أن يرافقها لمعاينة الشقة في حين أبدى شاكر حماسة شديدة لمرافقة السيدة وصلت حد الاستجداء فزجره صهره هيثم وأشار إليه أن يعد كأسا من الشاي
في الشقة
كانت الشقة في الطابق الرابع من البناء ولم يجهز المصعد بعد وكان لابد من صعود الدرج فأفسح جوزيف المجال للسيدة أن تصعد الدرج أمامه طبقا لقواعد علم السلوك الاتيكيت فالسيدات أولا حسب زعمه ، علما أن السلوك يقتضي أن تكون السيدة دائما أولا ما عدا صعود الإدراج ، وغاية جوزيف كانت واضحة ولا تتعلق بالكياسة نظرا لقصر فستان السيدة أخذت السيدة تتسلق الدرج قفزا برشاقة غير مبالية بما يكشفه ثوبها القصير وجوزيف يحدق ولا يصدق حتى كادت تجحظ عيناه وبدأت تراوده الأفكار الشهوانية حول هذه الحسناء حتما هي راضية بما رآه فالأجنبيات (رخوات) والجنس لديهن أمر عادي هكذا يقول كل الناس ؟!
واعتقد جوزيف أن هذه اللامبالاة دعوة خفيفة آو قبولا غير مباشر ولما وصلا إلى الطابق الرابع كان قد وصل في قرارة نفسه إلى قناعة بأنها سهلة المنال وعندما ولجا الشقة وبينما هي منهمكة في تفقد أرجاءها قام بإقفال باب الشقة واطمأن إلى أنها لن تمكن من الهرب عندما لاحظت السيدة وأدركت غاية جوزيف حاولت أن تفهمه انه لا يمكن له أن يفعل شيئا من هذا القبيل إن لم تكن هي راغبة وان أصر فهي ستتصل بزوجها الذي سيتصل بالبوليس وأخرجت من حقيبة يدها الهاتف النقال وبدأت تضغط أزراره لتشعره بجدية رفضها ، فما كان منه إلا أن غافلها وخطف الجهاز من يدها ولم يعد الموقف يحتمل أي تراجع هي تدافع عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة وهو يزداد وحشية وإصرار على نيل مبتغاه ثم رماها أرضا ومزق ثيابها من دون أن ينزعها إلى أن نال منها وطره وحين نهض عنها وهو يلهث تعبا ورفع يده عن رقبتها التي ضغط عليها لشل مقاومتها لاحظ أنها تخالج الموت وتلفظ أنفاسها الأخيرة
"هاد يلي صار" ؟!
في هذا الوقت كان هيثم يتعجب لتأخر جوزيف فالمسافة قصيرة ومعاينة الشقة لا تحتاج كل هذا الوقت ولا بد أن يكون قد انفرد وحده بالطريدة فلماذا لا يلحق بهما وينال نصيبا من المتعة فنادى شاكر وطلب منه أن يجيب على الهاتف في غيابه وغادر المكتب على عجل شيع شاكر صهره هيثم بنظرة خبيثة وقد عرف إلى أين وجهته وامسك بسماعة الهاتف واتصل بشقيقته ليخبرها ما يجري في المكتب حسب ظاهر الحال
الشقة المعدة للإيجار أصبحت معدة لدفن الموتى ولم يستطيع جوزيف الذي اصفر وجهه رعبا أن يجد تفسيرا لما فعل سوى قوله لشريكه هيثم (هادا إلي صار) وعليك أن تساعدني
لم يخف هيثم شماتته بما تورط به شريكه ولأكثر من سبب ولكنه لا يستطيع أن يتخلى عنه في مثل هذا الموقف ولأكثر من سبب أيضا
وجد الاثنان نفسيهما أمام وضع لا يحتمل التوسيف والتأجيل عليهما أن يفكرا بسرعة فالوقت ليس لمصلحتهما ومفتاح الشقة يجب أن يعود إلى صاحب الشقة أن لم يكن اليوم فغدا فماذا يفعلان بالجثة
أول ما فعلاه أن سحبا الجثة من ساحة الجريمة ( الصالون ) إلى المطبخ ووضعاها في إحدى الزوايا ، ثم جلسا يتبادلان الآراء والاحتمالات في جو مشبع بالتوتر والخوف
الشريك يستغل الموقف
وهنا قفزت إلى ذهن هيثم فكرة جهنمية للتخلص من الجثة إذ عرض على جوزيف أن يقوما بدفنها في مزرعته القريبة من دمشق مقابل أن يتنازل جوزيف عن حصته في شراكة المكتب إضافة إلى أن يستكتبه سند أمانة بمبلغ مليون ليرة سورية
وافق جوزيف على هذين الشرطين بسرعة أذهلت هيثم واتفقا أن يذهبا فورا إلى مكتب المحامي وينظما الأوراق اللازمة لذلك ومن مكتب المحامي يتوجهان إلى المزرعة مباشرة ويقومان بإعداد الحفرة اللازمة لدفن الجثة وبعدها ينقلان الجثة تحت جنح الظلام إلى المزرعة وهكذا يتم إخفاء الجثة والجريمة معا وبهذا الاتفاق يكون جوزيف تخلص من الجثة وهيثم تخلص من شراكة جوزيف
بعد ظهر ذلك اليوم حاول هيثم وجوزيف أن يتصرفا بشكل طبيعي وعندما قصدهما الزوج للاستفسار عن اختفاء زوجته اخبراه أن الشقة لم تعجبها وغادرت ولم يراها بعد ذلك
اختفاء الجثة!
وفي منتصف الليل وقفت سيارة هيثم أمام البناء وترجل منها هيثم وجوزيف وصعدا إلى الشقة لنقل الجثة حسب الاتفاق وكم كانت المفاجأة مذهلة حين لم يجدا الجثة رغم بحثهما اليائس
في تلك الليلة لم يفارق احدهما الأخر إلى أن انبلج الصباح وعادا إلى المكتب وهما في غاية الإعياء والإرهاق وبدا كل منهما يهذي ويطرح أسئلة مجنونة على صاحبه
مضى ذلك النهار وكأنه دهر فهما في حالة ترقب وتلاه اليوم التالي وكان اشد وطأة من سابقه وفي اليوم الثالث حضرت دورية المباحث الجنائية وبدأت تحقيقا مع أصحاب المكتب حول اختفاء السيدة الأجنبية وعما لديهم من معلومات فكان الجواب أنها غادرت الشقة فور أن أنهت معاينتها ولم يرياها بعد ذلك
تحت المراقبة
في ضوء أهمية القضية قرر مدير إدارة المباحث وضع المكتب العقاري وصاحبيه والبناء الذي تقع فيه الشقة تحت المراقبة الدقيقة بالإضافة إلى إجراءات أمنية أخرى وبدأت المباحث تحرياتها واستجواب سكان الحي والأبنية المجاورة على لغز اختفاء السيدة من دون طائل
بعد ثلاثة أيام تقريبا من المراقبة لاحظ احد عناصر الباحث أن رجلا يدخل البناء ويخرج منه بعد نصف ساعة أو اقل مرتين آو ثلاث مرات يوميا دون أن يعرف ماذا يفعل في المبنى
وصلت هذه الملاحظة إلى مدير الإدارة الذي أمر بالتحري لتبني بالنتيجة انه شاكر العامل في المكتب العقاري
حل اللغز
في المكتب العقاري كان هيثم وجوزيف يعيشان الخوف ويرتعدان أثناء بحثهما عن لغز اختفاء الجثة بهذه الصورة ومرد خوفهما أن يلجأ من أخفى الجثة إلى ابتزازهما وبينما هما غارقان في هذا الحمل الثقيل لاحظا أن شاكر يتغيب لفترات قصيرة عن المكتب فقررا الخروج وراءه ومراقبته وهكذا لحقا به ليجداه يدخل ذات المبنى وينزل الدرج المؤدي إلى غرفة الشوفاج في القبو وفي غرفة معدة لخزن المازوت كانت جثة السيدة الأجنبية ممدة وهي عارية ولما بدأ شاكر يخلع ثيابه ليمارس معها الجنس كما كان يفعل طيلة الأيام السابقة
كان هيثم وجوزيف وراءه وخلفهما كان رجال المباحث يداهمون القبو لتتجمع كل الخيوط وتتساقط أحاجي اللغز .
الثلاثاء أكتوبر 23, 2012 10:05 pm من طرف lma albna
» لماذا نحنّوا للماضي رغم حلاوة الحاضر؟
الخميس سبتمبر 27, 2012 4:41 pm من طرف lma albna
» همس الصور
الخميس سبتمبر 27, 2012 4:32 pm من طرف lma albna
» مثير للشفقه
الخميس سبتمبر 27, 2012 4:23 pm من طرف lma albna
» حب من اول لايك
الخميس سبتمبر 27, 2012 4:17 pm من طرف lma albna
» دنيا آخر وقت
السبت يونيو 09, 2012 7:36 pm من طرف بلسم الفؤاد
» صلوا على رسول الله عليه افضل الصلاه واتم التسليم
الإثنين يونيو 04, 2012 1:09 pm من طرف Mohammed
» اين انتي يا انا
الإثنين مايو 21, 2012 11:16 pm من طرف ola hamdan
» هلا ومرحب بـ lma albna
الجمعة مايو 18, 2012 1:38 am من طرف بلسم الفؤاد
» طريقة حذف الكوكيز
الجمعة مايو 18, 2012 1:33 am من طرف بلسم الفؤاد